عصر الاباء الأولين ما قبل مجمع نيقية.
يوستين الشهيد
(JUSTIN
MARTYR) 100 – 165 ملاديا.
كان على علم بممارسة
مواهب الروح القدس. وهذا يتضح فى محادثته مع تريفو فقد كتب
"مواهب
النبوة مازالت باقية معنا حتى فى عصرنا هذا" وكتب
"الان
من الممكن ان تجد رجالا ونساء بيننا مقتنين مواهب روح الله"
وكتب فى الاعتزارالثانى
ليوستين "فى مدينتك العديد من الرجال
المسيحيين يسموا باسم يسوع المسيح الذى صلب فى عصر بيلاطس البنطى ليشفوا ويردوا
المعوزين ويخرجوا الشياطين "
غير ذلك فهو دائما يتوقع
ان الرجال و النساء المسيحيين ان يقتنوا مواهب الروح القدس ولم يذكر ابدا انها
ستبطل او توقع انها ستبطل.
الاسقف
ايرينوس (Irenaeus) 125 – 200 ميلاد.
كانت الكنيسة فى وقته
تمارس مواهب الروح القدس واعتبرها اهم دليل يثبت به صدق عقيدته و ارثوذكسيتها ففى
رده على هريسيس الهرطوقى الذى اعتبر ان الرب يسوع ليس له جسد مادى, كان هذا
جزء من رسالته "فالعديد بالفعل يخرجوا شياطين
وبالتالى الذين يطهروا من الارواح الشريرة ينضموا الى الكنيسة بعد ايمانهم بالمسيح
وأخرون لهم معرفة بالامور المستقبلية فهم يروا رؤى روحية و ينطقوا بتعبيرات نبوية
واخرون يشفوا المرضى بوضع اليد فيشفوا"
وقال ايضا "نعم وبالأكثر عن ما قلته حتى الاموات يقومون ويصيروا
معنا لسنوات عديدة وماهو يجب ان أقول أكثر من هذا ؟ انه من المستحيل حصر عدد
المواهب التى تقتنيها الكنيسة المنتشرة فى العالم كله التى قبلتها من الرب فى اسم
يسوع المسيح"
اما عن التكلم بالسنة
فكانت موجودة فى عصره بنفس المفهوم الذى ذكر فى 1 كو 14 على انها صلاة روحية
مصدرها الروح القدس يتكلم باسرارالله فكتب.
"وبنفس
الطريقة نسمع العديد من الاخوة فى الكنيسة الذين يقتنوا مواهب النبوة يتكلموا كل
انواع اللغات ويأتوا الى النور الفائدة العامة لخفايا البشر ويعلنوا الاسرار
الالهية"
كتابات الاسقف ايرينوس
وصلت الى بداية القرن الثالث وهو من أقوى الاثباتات على ان مواهب الروح القدس
جميعا بما فى ذلك الالسنة . كانت من الاشياء المعتادة فى عصره وكانت أقوى أثبات
على سلامة العقيدة.
وأخيرا الجدير بالذكر انه
لم يشير بالقريب او البعيد اى اشارة لانتهاء عصر مواهب الروح القدس بل على العكس
كان يشجعها ويفتخر انها موجودة فى كنائس المسيح.
ترتليان (Tertullian) 160 – 240 ميلاديا.
فى كتاباته اوضح ان مواهب الروح القدس كانت تمارس فى
عصره ومنها التكلم بالسنة.
ففى رسالته عن النفس
قال
"فنحن
نعترف ونقدر الكاريزماتا الروحية او المواهب حيث اننا أيضا نقتنى مواهب النبوة"
وتكلم عن امرأة كانت لها
مواهب الروح القدس. وكتب عن مواهب الشفاء التى يمارسونها فتشفى المرضى شفاء فورى.
اما عن كتابه ضد
ماركيون الهرطوقى. اعتبر القديس ترتليان ان ممارسة مواهب الروح القدس ومنها
الالسنة هو أقوى دليل على أرثوذوكسيته.
"دع ماركيون يرينا مواهب الهه, بعض الانبياء يتكلموا ليس
بالاستنتاج البشرى ولكن بروح الله, وكانوا يتنبأوا بأشياء مستقبلية ويظهروا اسرار
القلب
دعه ينتج مزمور او رؤية , صلاة وحدها اجعلها فى الروح فى
نشوة فى وقت ترجمة الالسنة لو حدثت له .والان كل هذه العلامات تحدث من ناحيتى
بدون اى صعوبة"
اما عن رأيه فى المعمودية
ففى كتاب فى المعمودية. كتب
"ليس
فى الماء نحصل على الروح, ولكن فى الماء نغتسل ونتجهز للروح القدس من خلال منح
البركة"
وقال بعد المعمودية:
"اليد
تضع علينا لاستدعاء و استحضار الروح القدس من خلال منح البركة"
مما لاشك فيه ان التقليد
الرسولى فى منح الروح القدس بوضع اليد كان مازال مستخدما فى هذه المرحلة.
وأخيرا الجدير بالذكر انه
لم يشير بالقريب او البعيد اى اشارة لانتهاء عصر مواهب الروح القدس بل على العكس
كان يشجعها ويفتخر انها موجودة لاثبات صحة عقيدته الارثوذوكسية.
أوريجين /
اوريجانوس (Origen) 185 – 284 ميلاديا.
أوريجين أقتبس من كتابات
سيلسوز الوثنى فى الهجوم ضد المسيحية. فكان سيلسوز غير مقتنع بموهبة النبوة التى
تمارس داخل الكنائس المسيحية واقتبس منها جزء لينقده . وفى نفس الوقت لم يستطع
الاقتباس من جمل أخرى غير لفظية ولا يعقلها العقل ويعتقد معظم الباحثين انه يتكلم
عن الالسنة .لانه لايعرف مفهوم موهبة الالسنة.
فمن كتابات سيلسوزالوثنى
ضد المسيحية هو تأكيد على وجود المواهب الروحية وانتشارها واتاحة الفرصة لغير
المسيحيين ان يحضروا هذه الاجتماعات الكنسية.
اوريجين كان يعلم الاهمية
العظمى للصلاة بالسنة ومن كتاباته عنها انه ربط بالصلاة بالروح التى ذكرت فى رو 8
: 26 " وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا.لاننا لسنا نعلم ما نصلّي
لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا ينطق به " ومن كتابات سيسيل
م روبيك "أوريجين اكيد كان يقتنى صلاة
الالسنة التى كانت فى عصره وكان يعرف اهمية هذا النوع من الصلاة الروحية التى يشفع
فيها الروح الى الله"
اوريجين وضح فى كتابته
شىء مهم جدا وهى ان مواهب الروح القدس ابتدأت تقل عن عصرها الاول.
وكان تفسيره الوحيد لذلك هو
نقص قداسة وطهارة المسيحيين عن العصر الاول.
وأخيرا الجدير بالذكر انه
لم يشير بالقريب او البعيد اى اشارة لانتهاء عصر مواهب الروح القدس بل على العكس
كان يشجعها وشدد على أهمية الالسنة التى كان يمارسها. وحزن على قلة المواهب
الروحية بسبب الضعف الروحى وضعف الايمان.
نوفاتيان (Novatian) 210 - 280 ميلاديا.
نوفاتيان كان له خدمة
خاصة هدفها ان يرجع المسيحيين الى الطهارة و القداسة. وله مؤلفات عظيمة
وسنقتبس من رسالة
نوفاتيان عن التثليث هذا الجزء الذى ركز فيه عن اهمية الخدمة الاعجازية لمواهب
الروح القدس.
"هذا
الذى (الروح القدس) الذى يعين انبياء فى الكنيسة, ويعلم المعلمين , ويقود الالسنة
و ويعطى قوة وشفاء ويعمل اعمال عظيمة . ويقدم تمييز ارواح .....
"وينظم بقية المواهب او الكاريزماتا, لذلك
يصنع كنيسة الرب فى كل مكان وفى الكل مكملة وكاملة"
وللأسف كانت تعاليم
نوفاتيان عن القداسة والطهارة وعودة الكنيسة بصورتها الاصلية واعلانه عن نقص
الطهارة بين المسيجيين . جعلته عرضه للنزاع داخل الكنيسة ورتبها.
تقارب عصر نوفاتيان و
اورجين وتأكيدهم على ضعف الايمان و الطهارة بين المسيحيين.
يجعل كل منهم يؤكد شهادة
الاخر.
وفى اعتقاد نوفاتيان ان
مؤسس الكنيسة الاول هو الروح القدس بمواهبة لكى تنتشر كنيسة المسيح فى كل مكان.
ولم يهتم بالرئاسات و الرتب الكنسية والمنظمات المسيحية.
وفى النهاية لم يشير الى
انتهاء عصر المواهب ولم يتنبأ بانتهائها. ونستطيع ان نقول بمنتهى الثقة ان القرن
الثالث كله كان يتمتع بممارسة مواهب الروح القدس التى قلت نسبيا.
سيبريان (Cyprian) 195 – 258 ميلاديا
كان سيبريان يتمتع بمستوى
عالى من التعليم واصبح مسيحيا فى سنة 246 وبعد سنتين فقط اصبح اسقف كارثاج . كان
سيبريان يعرف مواهب الروح القدس جيدا.
واعلن سكرتيره ان سيبريان
لم يمر عليه يوم واحد دون قراءة كتابات ترتليان.
ذكر فى بعض كتاباته عن
العديد من المعجزات وكتب عن الرؤى الاعجازية التى رأها.
و فى احد كتاباته عن
المعمودية بالماء و معمودية الروح القدس ذكر ان المعمودية الحقيقية هى التى يتم
بعدها وضع اليد الى ان يحل الروح القدس.
من كتاباته بصفة عامة كان
على وعى كامل بكل المواهب و لم يشير ابدا بفكرة انتهاء المواهب او حتى تنبأ بانها
ستحدث.
شهادات عديدة
أخرى فى بدايات المسيحية:
العديد من المسيحيين
الاوليين كتبوا رسائل وضحوا فيها درايتهم بمواهب الروح و كيفية ممارسته. منها ديداتش الذى كتب فى بداية القرن الثانى عن صحية
ممارسة موهبة النبوة و تمييز النبوات الحقيقية من الزائفة. وكذلك راعى هرمس الذى
كتب فى بداية القرن الثانى الميلادى لكى يذكر القراء عن اخر نبوة قيلت فى اخر
زيارة لهم.
ملخص الفصل الثالث:
نستطيع بمنتهى الثقة ان
نؤكد ان مواهب الروح القدس بالكامل ومنها الالسنة من يوم الخمسين الى بداية القرن
الرابع كانت تمارس. كما ان قبول الروح القدس كان يتم بوضع اليد بعد معمودية الماء.
ولم يذكر اى شخص على
الاطلاق بنظرية الانتهاء او تنبأ بحدوثها حتى.
وفى الكتابات الساخنة بين
الاباء والهراطقة نجد ان ممارسة المواهب كانت من اشد البراهين على ارثوذوكسية
عقيدتهم.
كما نستنتج ايضا ان شعب
الكنيسة كان يشارك فى العبادة بممارسة المواهب ولم يكن مقصورا على الرعاة و
الاساقفة.
ولكن مما لاشك فيه ان
مواهب الروح القدس ابتدأت تقل كثيرا فى القرن الثالث وكان السبب الوحيد الذى اقره
الاباء الاولين هو ضعف الايمان و الطهارة والقداسة للمسيحيين.